حصار
صَاخِبٌ كلُّ شىءٍ ، ولا مُسْتراحَ ، كأنَّ
الهديرَ مَعِى يَقْطُنُ
وَدَعَتْنِى المآذِنُ ، لكنَّ رُوحِىَ مِنْ
عَصْفِ أبْواقِها تَشْطُنُ
وَسُئِلْتُ فحُوصِرْتُ كَيْلا أُفَكِّرَ : أَلدِّينُ
أَبْقَى أم المَوْطِنُ
والإِذاعَاتُ تَدْوِى ، ويَزْعَقُ ناسٌ بلا
مُوجِبٍ ، طَنْطِنُوا ، طَنْطِنُوا
وَسْطَ هذا الضَّجيجِ هُدوءٌ يُفكّرُ كَيْفَ
نَموتُ ولا نَفْطُنُ
كيف نُذْعِنُ شيئًا فشيئًا لأَنْ يَطْرُدَ
المالِكَ الأَرْضَ مُسْتَوْطِنُ
وَنُحِسُّ كأنَّ امْرَأَ القَيْسِ حينَ
نُطَالِعُ دِيوانَهُ يَرْطُنُ
وكأنَّ جَلابِيبَ أَبْناءِ يَعْرُبَ – وَهْىَ
مُعَطَّرَةٌ – تَعْطُنُ
ضَلَّ يا خَارِجينَ على الحَاكِمينَ مُبِينٌ
لنا غيرَ ما يُبْطِنُ
فَلْتكونوا رِجالاً رِجالاً وكُونُوا ملائكةً
بَعْدُ أَوْ شَيْطِنُوا
كُلُّنا فى الهَوانِ سَواءٌ ، فإنْ شِئْتُم
الهُونَ أَضْخَمَ فاسَّلْطِنُوا
وَطَّنَ النَّفْسَ آبٍ على أنْ تَعِزَّ ،
فَيَا أَدْعِياءَ العُلاَ وَطِّنُوا
الحسّانيّ حسن عبد الله