الأحد، 29 مارس 2015

إنّ لــديــنـــا عــمــلًا

إنّ لــديــنـــا عــمــلًا


عَـــــــضَّ زمـــــــــانٌ، ووهَـــــــتْ أَعْـــــظُـــــــمٌ، وآدَ زَنْــــــــدَىَّ الـــــذى لا يـــــــئـــــــودْ
صـار صبِـىُّ الـمهـدِ شيخًا، كما صار هشيمًا بعد ما اخْضرَّ عُـــــودْ
وقــــــــال شَـــعْــــرٌ شَــــــابَ إنّ الـمَــدى ضــــاقَ، وإنـى لاحــقٌ بــالـجُـــدودْ
أنــــــا هـــنــــا الآنَ، ولــكـــنْ غــــــدًا أُمــســى طــــعــــامـــــًا دون شَــــكٍّ لِـــــدُودْ
فـــلْــيــخْــســأ الــقـــيــدُ عــلــى مِــعـــصــمـى؛ زائـلـــةٌ يـــومـــًا جـمــيـــعُ الــقــــيـــودْ
عَــــــضَّ زمـــــــانٌ، ودَنــــــــا مَـــــغــــــربٌ، ولاحَ لـــى مــــــــــــاءٌ، وعــــــزَّ الــــــــــورودْ
تُــــــرى إلـــى أيــــن؟! بــريـــدى مَــضَــى، فـهـل تُرى أُمْهَلُ حـتـى يــــــعـــــودْ
أحـــــاطَ بـى ســـــــورٌ، فـلمْ تـمـتــثــلْ لـِحُكْـمِهِ وَرْقاءُ تـــهْــــوَى الــــصـــعـــــــودْ
رقَّــــتْ، فــلـمْ يَــشْـعُـــرْ بـــتحـلــيــقـهــا ــ لَـمَّـا تَـخَطَّتْهُ ــ رصـاصُ الـجـــــنــــودْ
عـــــاجــــتْ عــلـــى بَــيْـــتِــى، وألـــقــــتْ عــــلـــى سُـــكّــانِـهِ نـظْرةَ حانٍ وَدُودْ
وحــيـــنــمـــا هـــــاجَ الـجَــوَى دَمْــعَــهـــا أَمَــــرْتُ فــــورًا عـــيــنَــهـــا بــالـجـــمــــودْ
إنّ لـــــديـــنـــا عَــــمَــــلًا، والأســـى ـــ تــــبًّــــا لِــكُـــتّـــــاب الأغــانــى ـــ قُــــــعـــــــودْ
تـخلَّصى، وَارْتــفــعـى، غَــلْـغِــلـى طَـــيَّ الــكــثــافــــاتِ، وشُــقِّـى الـــسُّــــدودْ
نــــادَى مُــــنــــادٍ خَـــلْــــفَ تــلك الـرُّبـى، فَاسْتَقْـبِلى ما عِندهُ مِن وُعـــــودْ
وَجَـــدِّدى الـبَـيـْعــةَ؛ جَــفَّ الـثـَّـرى، وكَـفَّ حــيــنَ الــبـــأسِ وَرْىُ الـــزُّنــــودْ
وَاسْـــتـَـــرْوِحِـــى، إنّ خَـــــضَــــــارًا بـَــــدَا، وربـمــــا لــــبَّـــتْ هَـــــــوَاكِ الـــنُّــــجــــودْ
لــكــــنْ إذا فـــــــاحَ شـــــــذًى فَـــاحْــــذَرى أن تَـــــقَــــعِــــى أســـــيــــــــرةً لِلْــــــــوُرودْ
إنّ لـــــديـــــــنـــــــــا عـــــمــــــلًا، والـــــذُّرى لــم تُـــــــرْقَ إلا بــــتــــوالـى الـــجــــهـــــــودْ
تَـــــذَكَّـــــرِى الــــعُــــشَّ وأفــــــراخَـــــــهُ، والـــــوَبَـــــــأَ الآتِـــــى، وَقَـــــوْمِــــى الـــــــرُّقــــــودْ
مــــــــا أَبْــــــشَــــــعَ الـمَـنْـــظـــــرَ! لَــوْ أنّــهــمْ تَــــصَـــــوّروهُ لَاقْــشَــعَــــرَّتْ جـُـــــلــــــودْ
ذاتَ الجَناحَيْنِ اسْبَحِى وَاسْبَحِى، عِفْتُ الهواءَ الـمْيتَ عِفْتُ الركُّودْ
لكـنْ إذا أَغْــــراكِ جَــــوٌّ خَـــلا، فَـــلا تُــطــيـــلــى فـى الـــخــــلاء الـهُــجـــــودْ
ولا تُـــجــــيــــزى لِـمَــقــــامٍ عَلا ــــ مَــهْــمـــا عَلَا شأنُكِ ــــ تَرْكَ الـــسُّــــجـــــودْ

الحسّانى حسن عبد الله