الأحد، 29 مارس 2015

الحكمُ على صَدّام

الـــــــــعـــــــــار
                 أو: اللهُ أكـــبـــر
أو: الحكمُ على صَدّام
"الذين يأخذونَ المسلمين اليومَ بالسيف، مصيرُهم - لِتَصْدُقَ عليهمْ كلمةُ الإنجيلِ – أنْ يؤخذوا بالسيفِ جزاءً وِفاقا"
                    محمد حسين هيكل: حياة محمد

مِــــن قــــــاعِ قَـــبْـــرِي هـــاكَـــهُ غضَبًا، وافــــاكَ – لــو وافـــاكَ – بــالـنَّــحْــرِ
يــــا ابـــنَ اللــئــامِ، ولــســتُ هــاجِـيَـهُـمْ، أنتَ الـمَعِّرضُهم إلـى الـهُـجْـــرِ
يـــا قـــــاضـــــيــــــًا بـــــقــــضـــــاءِ جــــــازرِنـــا، يــــا كــلْـــبَـــــه الـــمـــــأمــــــورَ بــالــعَـــقْــــرِ
مَن مُبْلِغي – ولقد قَتلْتَ أخي – مَن مُبْلِغي – يا قاتلًا – ثأْري
يـــا خــــــارجـــــــًا مِـــنْ خــــارجـــــيـــــنَ عــلــى مــــــــــــاءٍ تـحــدّرَ لــيـــلـــةَ الـــــقَـــــدْرِ
شَـــــلّــــتْ لَـــــهـــــاتُـــك؛ إنـمــا قَــذفَــتْ لَــمّـــا نــطــقــتَ بـــأنـــكـــــرِ الـــنُّـــكْــــــرِ
جَــحَـــدَتْ سنًا ما زالَ مــكـــتـــنِـــفـــًا تـــاريـخــنَـــا مِـــنْ مَــطـــلــعِ الـــــفـــجـــــرِ
زِدْتَ الكبائرَ، جِئْت أفْحشَها، ونَـطَـقْـت – وايْـمِ اللهِ- بـــالــكـــفـــــرِ
لا تَــعْــتــذرْ بــوجـــوبِ طـــاعـــتِـــهــم؛ مـــــا ســــافِـــكـــوا دمِـــنـــــا أُولــــو أمْــــــرِ
الْــحَــــقْ بـــهــمْ؛ تـــــأبـــــــاكَ مِـــلّــــتُــــنــــا، و أبــــــــاك دَمْـــــــعُ أرامـــــلٍ يـَـــجْـــــري
وأَبــــــاكَ أطـــــفــــــالٌ عـــلـــى هَـــلَـــعٍ بـــــاتـــــوا، مــخـــافـــةَ هــجـــمـــةِ الــــشّــــــرِ
وأَبـــــــاكَ أبـــــطــــــــالٌ، رأَوْا سَـــــفَـــــهــــــًا أن يَـــجْـــبُــنــــوا يــــأســـــًا مِن الــنــصــــرِ
أمّـــــــا أبـــــو الــــشِّــــبْــــلـــيــــنِ فَـــهْـــوَ فِـــدًى لـمـحــمــدٍ، و الــعُــصْـــبـــةِ الـــغُــــــرِّ
لَــــكــــأنـــمــــــا خَـــــتــــمَ الإلـــــهُ لــــــهُ بـــالـــيُـــمْــــنِ، و الــبــــركـــــاتِ، والـــخــــــيـــــرِ
شَــــمِــــتَ الأُلــــى بـــاعــــــوا الــــــعـــــــراقَ به، فغدًا يَروْن بشاعةَ الــخُــــسْـــر
إذْ لــيـــسَ فـي يــدِهـمْ ســوى عَــــرَضٍ يَــــفْــنــى، وتـــبْـــقــىَ سُــبّـــةُ الــدّهــــرِ
بـــاعـــوا كـــرامـــتَـــهـــمْ وعــزّتَـــهـــمْ بــالــبــخْــسِ، واصــطـــلــحوا مـع الــــغَـــــدْرِ
أَمْـــلَــــى لــــهــــمْ، وأقــــــامَ دولـــــتَــــهـــــمْ بــــــــاغٍ، قــــديـــمُ الــكـــيْـــدِ و الـمــكْــــرِ
بَرِئَ الـحـســيـنُ، و كَــــرْبــــلا برئتْ مِنهمْ، بَـــــرَاءَ الــطُّـــهْـــــرِ مِـــن عُــــهْـــــرِ
مَــــلِــــكًـــا سيَبْقىَ، سيّدًا، أبدًا، هـو فـي الــقــلــوبِ وأنتَ فـي الـــقَـــبْــــرِ
فَــــــرَقَــــتْ بــــــــــأمْــــــــرِ اللهِ مـــحــنـــتُــــه مـــــــــا بــــيْـــــن زِقِّ الــــــــــريـــــــحِ والــــــحُــــــــرِّ
وســتــســحــيـــلُ بـــإذن بـــارئِـــهِ جُــنْـــدًا، كــمـــثـــلِ الــــطـــــوْدِ، كــالـــصــخــــــــرِ
لـــكــــأنَّ ربّــي شـــــــاءَ مَـــهْــــلِـــــكَـــــهُ لِـــنُـــفـــيـــقَ مِـــنْ خَـــــــدَرٍ ومِــن سُــــــكْــــــرِ
لا عِــــزَّ – قــد خُدِعتْ حـمــائــمُـــنـــا – إلا لِذي نـــابٍ وذِي ظُـــفْــــرِ
إنّـــي أَرَى، إنـــي أرى قَــــــبَـــــســـــــًا فـــي بــــطْـــــنِ والــــــدةٍ، غــــدًا يَـــــــسْـــــري
نـــــــورًا أَرَى، لــــــنْ يـــــســـتــــطـــــيـــــعَ لـــــــه ردًّا فــــــــســـــــادُ الـــــبَـــــــرِّ والـــــبـــــحــــــــرِ
مَـــــلِــــكًـــــا سَــيــبْـــقَـــى، ســــــيّــــدًا أبـــــــدًا، فَـــــــدَّاءَ أُمّـــــتِــــــه مَـــــدَى الــــــدّهــــــرِ
ولو افتخرتُ - على مـــــذلَّـــتِـــــنا – فـــــبـــــبــــأسِــــــــه وبــــصــــبــــرِه فَـــخْـــــري
ولــــقــــدْ عَـــــتَــــــا، لــكـــنْ عـــلـــى عَـــفَــنٍ، قد مــكَّــنــتْــهُ سخافةُ الـــفِــــكْــــرِ
بَــــــــذَرَتْ يـــــهـــــودُ بــــــذورَ أوّلِـــــهِ، وانـــــــــداحَ مِـــن عَــــصْـــــرٍ إلـى عـــــصــــــرِ
حتّـى غدا ظُــلَــمـــًا على ظُــــلَــــمٍ، يــحـــتـــارُ فــــيــــهــــا كــــلُّ ذي حِـــــجْــــــرِ
وقـــد اســـتـــبــدَّ – أَجَــلْ – لِــرِفْـــعَـــتِـــنـــا، لا للـــرّضــــا بالــهَــــزْل والـــهَـــــذْرِ
لا للــــهــــوانِ، والانــــــقــــيـــــادِ لِـــمَـــا بــالــمــســـلــمــيــن جـَـمـــيـــعِــهِـــمْ يُــــــزْري
واخــــــتـــــــارَ أنْ يـــــأبَـــــى خـــيـــــانـــتَــــنـــــا، لَـــمَّـــا أتــــتْــــهُ وَهْـــــوَ فـــي الأَسْــــــــرِ
لَــــمْ يُــــغْـــرِهِ كـــذبٌ يُـــــقَــــالُ لـــهُ: مَــــجْـــــدٌ! وهَــــلْ مَـــجْــــدٌ كــــذا يُـــــغْــــري
وكــــفـــــاه أنَّ رجــــالَـــــــهُ صَــــمَـــــدوا، مُــــسْــــتـَــحْـــــقِــــريـــنَ مَــــكـــــارِهَ الــــنَّـــــفْــــرِ
أَنِفُوا وطـــأطــــأَ غيرُهمْ فَــرَقـــــًا، مِن هَــــيْــــلـــمــــانِ الــــعـــسْـــكــــر الْـــمَـــــجْـــــرِ
بــغـــدادُ ما زالتْ مـجــاهدةً، تَصْـــلَـــى جَـــــوًى أَصْــــلَـــى مـن الــــجــــمْــــرِ
تُــــرِكــــتْ تــحـــــاربُ وَحْـــــدهـــــا، تـــرُكــــتْ، وكـــــأنَّ بـــيـــتَ اللهِ لا يَــــدْري
قــــــــولـــــــوا لـــغــــيــــري أنــــهــــا هُــــزمــــتْ، الــحـــــربُ بــيـــن الــــــكَـــــرِّ والــــــفَــــــرِّ
واللهُ نـــاصرُ قِــلّــةٍ صَـــدَقـــتْ مَـــعَـــهُ – وإنْ قُـــرِحـــتْ – على الــــكُــــثْــــرِ
هَـــذِي نـــــعــــــوشُــــهـــــــمُ شــــواهـــــدَ أَنْ ســـــتـــــدولُ يـــومــــــًا دولــــــةُ الــــكِـــــبْـــــرِ
مَــــلِــــكًــــا ســيــبــقَـــى، قـــائــدًا أبــــدًا لِــــيَـــقِــيـــنِــــنَــــا فـي عـــــــودةِ الــــــفـــــــجــــــرِ
لِــسَـــفـــيــنِــنَــــا الآتــــي لِيَحْمِلَـنــا – لا ريْـــــبَ يــــومـــــًا مــــا – إلــى الـــــبَــــــرِّ
ولـــــــهُ بـــــــــإذْنِ اللهِ مُـــــــــــتَّـــــــــكَـــــــــأٌ بــيْـــــنَ الـــــــكـــــــــرامِ، بــــــرفـــــرفٍ خُــــــضْــــــــرِ
الحسّاني حسن عبد الله